الاعتراف بفلسطين وعدم الاعتراف بالفلسطينيين

فالاستدلال على وجود صلة مباشرة بين الاعتراف بالدولة ووقف الإبادة الجماعية هو مجرد خيال. وأظن أن من هم في السلطة يعلمون أن بادرة رمزية مدفوعة بالذنب السياسي، وليس بالتزام حقيقي بالمساءلة والنظام العالمي القائم على القواعد وإزالة الاستعمار، لن توقف آلة الإبادة الجماعية. بل إنهم في الواقع يصرفون الانتباه بإقامة حفلة في الوقت الذي يتم فيه إبادة الأمة المعنية نفسها، وهم بذلك يصرفون الانتباه مرة أخرى عن جوهر الموضوع: كيفية وقف الإبادة الجماعية، وكيفية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وكيفية تفكيك نظام وهياكل الفصل العنصري، وكيفية إنهاء الاستعمار. إن طرق وسبل محاسبة إسرائيل وحلفائها أولاً، واضحة ومباشرة. وبامتناعهم عن القيام بذلك، فإن هذه الحكومات، التي تحرك وتدفع أفعالها مشاعر الذنب السياسي، تضاعف من تواطؤها أو فشلها بشكل مباشر أو غير مباشر. وفي كلتا الحالتين، فإنهم يلحقون الأذى والضرر، ليس فقط بالفلسطينيين وسعيهم إلى الحرية، بل بمعنى السلام ذاته. وقبل أن يعترفوا بفلسطين، عليهم أن يعترفوا بالفلسطينيين

 

انقر هنا لقراءة المقال