سوف ينظر الفاعلون المختلفون في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وما تسمى عملية السلام، إلى إدارة الرئيس الأميركي المرتقب، جو بايدن، أنها مختلفة عن سابقتها، مع أن موقفها “وسيطا غير نزيه في عملية السلام” سيظل المتغير الثابت على غرار الإدارات الأميركية السابقة. ولا شك في أن إدارة بايدن سوف تنتهج السياسةَ الأميركية المجرَّبة الفاشلة نفسها إزاء إسرائيل/ فلسطين في مسعاها لإحلال السلام، وإنْ أحدثت تغييرات شكلية طفيفة
بالتأكيد، لن يكون بايدن مخلِّص الفلسطينيين، ولا صانع السلام، ولكنه سيكون، على الأرجح، مُنقذَ ما تسمى عملية السلام (مع التركيز على كلمة عملية). سوف تُنفق إدارته أموالًا طائلة، وتبذلَ طاقاتٍ هائلةً لأجل إحيائها فقط، وليس للتوصل إلى أي شكلٍ من السلام الحقيقي الدائم. وهذا لا ينطبق على رئاسة بايدن فقط، وإنما على الإدارات الأميركية السابقة كلها
وكل ما على إدارة بايدن فعله هو الخروج بوصفٍ ومسمّى “أكثر تنميقًا وبهرجة” لحزمة “الحوافز الاقتصادية” التي سيقدّمونها للفلسطينيين. وليس من الصعب التنبؤ بالنتيجة، غير أن العودة إلى “القديم المعتاد” سوف تجعل أُفق إحلال السلام الحقيقي والمجدي أكثر قتامة
نشرت في جريدة العربي الجديد 15 كانون الأول 2020