صحوة شعبية فلسطينية وكبوة أممية

في ظل الصحوة الشعبية الفلسطينية الجارية الآن في الأرض المحتلة، ونشوء ديناميات جديدة، يقودها جيل جديد من الفلسطينيات والفلسطينيين، وجهاتٌ فاعلة سياسية غير تقليدية ومنظمات شبابية وليدة، كيف يمكن أن نقرأ بعض التحرّكات الإقليمية، وخصوصا ما يتعلق بالدور المصري المتجدّد واتفاقات أبراهام؟ وماذا عن الاستجابات الدولية إزاء التصعيد الإسرائيلي، سيما فيما يخص الأدوار المنوطة بالولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي؟

يُعد الاستعمار أحدَ أكثر أشكال الاضطهاد التي يسهل تمييزها في العالم. ومع ذلك، قرَّر بعض الفاعلين الرئيسيين في المجتمع الدولي غضَّ الطرف، والسماحَ لإسرائيل بأن تنتهكَ القانون الدولي، وتُفلتَ من العقاب. وإذا كان المجتمع الدولي جادًا في حل “الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”، فهو يعرف من أين يبدأ وكيف. الأمر ليس معقدًا حقًا، كما يحبون أن يعتقدوا ويجادلوا
أخيراً، ينبغي للقيادات السياسية التقليدية الفلسطينية أن تتعلم من شعبها، فقد قدَّم هذا الشعبُ الثائر في شوارع فلسطين (كل فلسطين) لقيادته، مرّة أخرى، درسًا مهمًا: توقفوا عن نهج/ نموذج الإرضاء الدولي لإقناع الجهات الخارجية بأنكم تستحقون الحقوق؛ واستثمروا بدلًا من ذلك في نهج داخلي ينطلق من قاعدة القوة المبنية محلياً، في السعي إلى إحراز حقوقكم وإعمالها. عندها فقط سيُضطَّر أولئك الفاعلون الخارجيون إلى التعامل معكم على قدم المساواة، فعندما تكون قاعدة القوة الداخلية قادرةً على زعزعة الركائز الأساسية للوضع الراهن المُجحف، وقادرةً على زعزعة الاختلالات الحالية في هياكل القوة ومنظوماتها، عندها ستأتي القوى والجهات الفاعلة الخارجية إليكم، بدلاً من أن تذهبوا إليها. وهذا مهمٌ لنجاح أي عملية تفاوضية، ومهمٌ لإدراج عناصر المساءلة والمحاسبة في العلاقة المشوّهة حاليًا بين القيادة السياسية الفلسطينية والجهات الخارجية. مؤكّد أن القيادة السياسية الفلسطينية الحالية ليست مهتمة، ولا مستعدّة لتبني نهج المواجهة هذا، ولكنَّ هذا الدرس هو بالأساس لجيل قادة المستقبل الصاعد في فلسطين

 

نشرت في جريدة العربي الجديد 14 حزيران 2021

أنقر هنا لقراءة المقال

أنقر هنا لتحميل المقال