تمثل القدس اليوم وحراكها الشعبي، كما كانت عليه الحال في هبّتي أكتوبر/ تشرين الأول 2015 ويوليو/ تموز 2017، السياسة المشتبكة في أبهى صورها، فهذه الحراكات، كما حاججتُ سابقاً، تقوم على توحيد جهود الفاعلين الُمشتَبِكين الذين يتّحدون ويجادلون السلطات والنخب وادّعاءاتهم التمثيلية، غير أنّه من أجل التحوّل من حالة الغضب الُمشتَبِكَة إلى حالة حراك اجتماعي، ممثل للمجتمع الفلسطيني ككلّ “كمجتمع حراك اجتماعي” فإنّ المطلوب هو البناء على الشبكات الاجتماعية الموجودة وغيرها، لتوحيد الأهداف الجمعية، بجهد اشتباكي يبني على ثقافة التحرّر من الاستعمار، ويؤسّس على ضرورة تحدّي السلطات القمعية والنخب المستبدة. وعليه، يدرك المقدسيون ذلك جيداً، ويدركون أيضاً أن تحوّل موجة الغضب الحالية إلى حالة اشتباك دائمة مع المستعمِر تجعل المستعمَر أقرب إلى الحرية والانعتاق وتقرير المصير
نشرت في جريدة العربي الجديد 25 نيسان 2021