تفاقات أبراهام ليست اتفاقات سلام، ولا إنجازا تاريخيا كما يشيد بها مراقبون، بل هي خيرُ مثال على تشويه معنى السلام ذاته. إنها، في أحسن أحوالها، ليست سوى مجموعة من الترتيبات الاقتصادية والدبلوماسية بين فاعلين إقليميين مدفوعين بمصلحة مشتركة. ومن جهةٍ أخرى، تعُبِّر الاتفاقات عن ولادة تحالف لمواجهة تهديد مشتَرك متصوَّر
في نهاية المطاف، يمكن النظر إلى التغيرات والتحولات الإقليمية الراهنة سيفا ذا حدّين في الشأن الفلسطيني، فهي قادرةٌ على جعل المستقبل القاتم أكثر قتامةً، كما في وسعها أيضًا أن تمنحَ القيادة الفلسطينية فرصةً أخرى لتغيير المسار والانخراط بجد في إصلاح المشروع الوطني الفلسطيني
لا ينتظر الفلسطينيون مزيدا من الاجتماعات والإعلانات واللجان والوعود بتحقيق الوحدة، وهم غير راضين بالتكتيكات والمقاربات القديمة والاستراتيجيات الفاشلة. ما ينتظره الفلسطينيون، ويعملون بجدٍ من أجل تحقيقه، خططُ عمل واضحة وعملية وملموسة، تُبين ما ينبغي فعله. هناك قيود وعراقيل عديدة تعترض الفلسطينيين على طول الطريق. ولكن مَن قال إن الطريق سهلة نحو الحرية والعدالة والمساواة وتقرير المصير وإحلال السلام الدائم؟
نشرت في جريدة العربي الجديد 22 تشرين الأول 2020