هل تعملون أن 65,463 شخصاً من أصل 83,276 يعملون في القطاع الأمني للسلطة الفلسطينية ويتلقون رواتبهم من السلطة الفلسطينية، والمتبقين والبالغ عددهم 17,813 يتلقون رواتبهم من حركة حماس وحكومتها في قطاع غزة. إذ تدفع السلطة الفلسطينية الرواتب لحوالى 31,913 عنصراً أمنياً في الضفة الغربية وحوالى 33,550 عنصراً أمنياً في قطاع غزة. وبالتالي، ففي عام 2015 مثلاً أنفقت السلطة الفلسطينية ثلث موازنتها على القطاع الأمني وحوالى 78% من ثلث الموازنة هذه صرفت على الرواتب والأجور والامتيازات. وفي قطاع غزة لم يختلف الأمر كثيراً إذ قامت حركة حماس بتوزيع 78% من موازنتها البالغة 261 مليون دولار للقطاع الأمني كرواتب وأجور وامتيازات أيضاً.
ولكن وفي ظل حالة الانقسام الفلسطيني المتجذر تستمر السلطة الفلسطينية بدفع رواتب 33,5500 عنصراً أمنياً في قطاع غزة في ظل غيابهم وتغيبهم عن أداء مهامهم ووظائفهم. ولكن تبلغ تكلفة هذه الفاتورة لوحدها حوالى 40 مليون دولار شهرياً من موارد السلطة الفلسطينية. بكلمات أخرى، هذه الجزئية فقط كلّفت فاتورة الرواتب للسلطة الفلسطينية في السنوات العشر الأخيرة حوالى 4.8 مليار دولار. يا حبذا لو التفتت قيادات حركتي فتح وحماس لهذه المبالغ الطائلة. ولكن من دون أدنى شك فهم غير معنيين في ذلك؛ فما يهمهم هو إدامة هذا التشرذم والانقسام الفلسطيني والذي يضر في الكل الفلسطيني في مسيرة الفلسطينيين للحرية والعدالة والمساواة.
نشرت في جريدة الأخبار 20 كانون الأول 2016